قوله: { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: لا تجعلوا اليهود والمنافقين بطانتكم وخاصتكم، { أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً } أي: حُجَّة ظاهرة. واشتقاقه من السَّليط: وهو ما يُستضاء به، والزَّيْت: سليط، والسَّلاطَة من التَّسَلُّط: وهو القَهْر والظهور، والسَّلِيطَة: المرأة الصَخَّابَة. والسَّليط: الفصيح اللسان، ومنه: السُّلطان. كل ذلك يرجع إلى أصل واحد. قوله: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } قرأ أهل الكوفة: " الدَّرْك " بسكون الراء. وقرأ الباقون: بفتحها. قال ابن فارس: الجنةُ درجات، والنار دركات. وإنما كانوا أشد عذاباً من الكافر؛ لأنهم ساووهم في الكفر، وزادوا عليهم بالاستهزاء. قوله: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } يعني: رجعوا عن نفاقهم، { وَأَصْلَحُواْ } أعمالهم بعد التوبة، { وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ } استمسكوا بدينه، { وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ } ، فلم يكدروه بشوائب الرياء، { فأولئك مع المؤمنين } في الولاية والدين. قوله: { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } استفهام في معنى التقرير، أي: لا يعذبكم، { إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ } أي: إن شكرتم نعمه، فوحَّدتموه وأطعتموه. { وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً } للقليل من أعمالكم، { عَلِيماً } بمقاصدكم ونيَّاتكم.