الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } * { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً } * { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً }

قوله: { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: لا تجعلوا اليهود والمنافقين بطانتكم وخاصتكم، { أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً } أي: حُجَّة ظاهرة. واشتقاقه من السَّليط: وهو ما يُستضاء به، والزَّيْت: سليط، والسَّلاطَة من التَّسَلُّط: وهو القَهْر والظهور، والسَّلِيطَة: المرأة الصَخَّابَة.

والسَّليط: الفصيح اللسان، ومنه: السُّلطان. كل ذلك يرجع إلى أصل واحد.

قوله: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } قرأ أهل الكوفة: " الدَّرْك " بسكون الراء. وقرأ الباقون: بفتحها.

قال ابن فارس: الجنةُ درجات، والنار دركات.

وإنما كانوا أشد عذاباً من الكافر؛ لأنهم ساووهم في الكفر، وزادوا عليهم بالاستهزاء.

قوله: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } يعني: رجعوا عن نفاقهم، { وَأَصْلَحُواْ } أعمالهم بعد التوبة، { وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ } استمسكوا بدينه، { وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ } ، فلم يكدروه بشوائب الرياء، { فأولئك مع المؤمنين } في الولاية والدين.

قوله: { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } استفهام في معنى التقرير، أي: لا يعذبكم، { إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ } أي: إن شكرتم نعمه، فوحَّدتموه وأطعتموه.

{ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً } للقليل من أعمالكم، { عَلِيماً } بمقاصدكم ونيَّاتكم.