الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }

قوله: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } سبق تفسيره في البقرة.

{ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلٰوةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ } متثاقلين لعدم الدواعي الطبيعية والشرعية. وهو جمع " كَسْلان " ، مثل: سَكْران وسُكَارى.

{ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } معنى المفاعلة هاهنا أن المرائي يريهم أعماله ويُرُوْنَه استحسانها، أو يكون من باب: عاقبت اللص، وطارقت النعل.

{ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } أي: ذكراً قليلاً.

قال علي رضي الله عنه: إنما قلَّ لأنه غير مقبول.

قال ابن عباس: لو كان لله لكان كثيراً.

قوله: { مُّذَبْذَبِينَ } نصب على الحال من " يذكرون " ، أو على الذم.

والتَّذَبْذُبُ: التَّحَرُّكُ والاضطراب. فالمنافقون مترددون بين الإيمان والشرك والإيقان والشك، { لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ } أي: لا إلى المؤمنين بالاعتقاد الصحيح، ولا مع المشركين بالمجاهرة والتصريح.

أخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَثَلُ المُنَافِقِ مَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بَيْنَ الغَنَمَيْنِ، تَعِيرُ إِلى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلى هَذِهِ مَرَّةً، لا تدري أيهما تتبع ".

{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } أي: طريقاً إلى الهدى.