قوله: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } سبق تفسيره في البقرة. { وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلٰوةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ } متثاقلين لعدم الدواعي الطبيعية والشرعية. وهو جمع " كَسْلان " ، مثل: سَكْران وسُكَارى. { يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } معنى المفاعلة هاهنا أن المرائي يريهم أعماله ويُرُوْنَه استحسانها، أو يكون من باب: عاقبت اللص، وطارقت النعل. { وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } أي: ذكراً قليلاً. قال علي رضي الله عنه: إنما قلَّ لأنه غير مقبول. قال ابن عباس: لو كان لله لكان كثيراً. قوله: { مُّذَبْذَبِينَ } نصب على الحال من " يذكرون " ، أو على الذم. والتَّذَبْذُبُ: التَّحَرُّكُ والاضطراب. فالمنافقون مترددون بين الإيمان والشرك والإيقان والشك، { لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ } أي: لا إلى المؤمنين بالاعتقاد الصحيح، ولا مع المشركين بالمجاهرة والتصريح. أخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَثَلُ المُنَافِقِ مَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بَيْنَ الغَنَمَيْنِ، تَعِيرُ إِلى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلى هَذِهِ مَرَّةً، لا تدري أيهما تتبع ". { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } أي: طريقاً إلى الهدى.