قوله: { تِلْكَ } إشارة إلى ما شرع من الأحكام في اليتامى، والميراث، والوصايا، { حُدُودُ ٱللَّهِ } سبق تفسيرها. { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فيما أمر به ونهى عنه من هذه الأحكام وغيرها. { يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ } وقرأ نافع وابن عامر: " نُدْخِلْهُ " بالنون في الموضعين. وانتصب " خالدين " ، و " خالداً " على الحال من الهاء في " يُدْخِلْهُ " ، والتقدير: نُدْخِلْهُ مقدِّرين الخلود فيها، تقول: مررتُ برجل معه بازي صائداً به غداً، أي: مقدِّراً للصيد غداً. وإنما جمع " خالدين " حملاً على معنى " مَن " ، ووحَّد " خالداً " حملاً على لفظها. وإنما أوجب له الخلود لتعدِّيه الحدود بالجحود. وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده، من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أَهْلِ الخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً، فَإِذا أَوْصَى حَافَ في وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بشَرِّ عَمَلِهِ، [فَيَدْخُلُ النَّارَ]، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً، فَيَعْدِلُ في وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بخَيْرِ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ " قال: ثم يقول أبو هريرة: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ … } - إِلَى قَوْلِهِ -: { عَذَابٌ مُّهِينٌ } ".