قوله: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } خطاب للمسلمين، في قول الحسن. ولأهل الكتابين، في قول الضحاك. وللمنافقين، في قول مجاهد. فالمعنى على القول الأول: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ } أي: دوموا على إيمانكم، كما تقول للقائم: قم حتى آتيك. وعلى القول الثاني: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } بالتوراة وموسى، والإنجيل وعيسى، { ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } محمد وما جاء به من القرآن. وعلى القول الثالث: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } بألسنتهم، { ءَامِنُواْ } بقلوبكم بوحدانية الله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم. { وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلْكِتَٰبِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِن قَبْلُ }: يريد: جنس الكتب، وإنما قال: " نزل على رسوله " و " أَنْزل من قبل "؛ لأن القرآن نزل نجوماً متفرقة في عشرين سنة، بخلاف سائر الكتب.