الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُـمْ فَيُنَبِّئُكُـمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ }

قوله تعالى: { وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } قال ابن عباس: لا يرضاه لعباده المؤمنين، فيكون عاماً في اللفظ خاصاً في المعنى؛ كقوله تعالى:عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } [الإنسان: 6].

وقيل: لا يرضاه لأحد ما وإن وقع بإرادته. وبين [الإرادة] والرضى فرق ليس هذا موضع ذكره.

{ وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ } اختلف القراء السبعة، فمنهم من ضَمَّ الهاء ووصلها بواو؛ لأن ما قبل الهاء متحرك فصار بمنزلة: ضَرَبَه. ومنهم من اختلس الحركة؛ لأن أصل الكلمة: ترضاه، فصار بمنزلة: عَصَاه، والحذف ليس بلازم. ومنهم من أسكن الهاء وقال: هي لغة.

قوله تعالى: { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } أي: راجعاً إليه ومقبلاً عليه.

{ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ } ملَّكه وأعطاه، واشتقاقه من قولهم: هو خائل مالٍ؛ إذا كان متعهداً له حَسَنُ القيام عليه، ومنه الحديث: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بالموعظة ".

وقيل: هو من خَالَ يَخُولُ؛ إذا اختال وماس.

وفي معناه قول العرب: إن [الغنيَّ] طويلُ الذَّيل ميّاس.

{ نِعْمَةً مِّنْهُ } أزال عنه الضُّرَّ وأسبغ عليه نعمة من نعمه، { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } أي: نَسِيَ الضر الذي كان يَتضرَّعُ الله تعالى بسببه، ويدعوه إلى كشفه.

وقيل: نسي ربه الذي [كان] يبتهل إليه.

و " ما " بمعنى " من "؛ كقوله تعالى:وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [الليل: 3]، ومثله قوله:وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } [الكافرون: 3].

والمراد بالإنسان في هذه الآية: الكافر.

قال عطاء: نزلت في عتبة بن ربيعة.

وقال مقاتل: في أبي حذيفة بن المغيرة.