الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى: { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ } أي: مُحدقين بالعرش.

ودخول " مِنْ " للتوكيد.

{ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } يُصلّون وينزهون متلذذين بذلك لا مُتعبدين بذلك؛ لأن التكليف قد زال في ذلك الزمان.

{ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي: بين العباد.

[وقيل]: بين الملائكة، على معنى: فضّل بينهم بتمييز درجاتهم على حسب فضائلهم.

والأول أصح.

{ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } هذا قول المؤمنين، حمدوا الله تعالى على خلاصهم من الجحيم وفوزهم بالنعيم.

قال قتادة: فتح أول الخلق بالحمد، فقال تعالى:ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } [الأنعام: 1]، وختم بالحمد، فقال تعالى: { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }.

وقد ذكر نحوه عن ابن عباس في أول الأنعام.

قال المفسرون: ابتدأ الله تعالى ذكر الخلق بالحمد، وختم غاية الأمر وهو استقرار الفريقين في منازلهم بالحمد؛ تنبيهاً للحق على حمده في بداية كل أمر وخاتمته.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: " كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر ".