قوله تعالى: { وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } قال ابن عباس: لا يرضاه لعباده المؤمنين، فيكون عاماً في اللفظ خاصاً في المعنى؛ كقوله تعالى:{ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } [الإنسان: 6]. وقيل: لا يرضاه لأحد ما وإن وقع بإرادته. وبين [الإرادة] والرضى فرق ليس هذا موضع ذكره. { وَإِن تَشْكُرُواْ يَرْضَهُ لَكُمْ } اختلف القراء السبعة، فمنهم من ضَمَّ الهاء ووصلها بواو؛ لأن ما قبل الهاء متحرك فصار بمنزلة: ضَرَبَه. ومنهم من اختلس الحركة؛ لأن أصل الكلمة: ترضاه، فصار بمنزلة: عَصَاه، والحذف ليس بلازم. ومنهم من أسكن الهاء وقال: هي لغة. قوله تعالى: { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } أي: راجعاً إليه ومقبلاً عليه. { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ } ملَّكه وأعطاه، واشتقاقه من قولهم: هو خائل مالٍ؛ إذا كان متعهداً له حَسَنُ القيام عليه، ومنه الحديث: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بالموعظة ". وقيل: هو من خَالَ يَخُولُ؛ إذا اختال وماس. وفي معناه قول العرب: إن [الغنيَّ] طويلُ الذَّيل ميّاس. { نِعْمَةً مِّنْهُ } أزال عنه الضُّرَّ وأسبغ عليه نعمة من نعمه، { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ } أي: نَسِيَ الضر الذي كان يَتضرَّعُ الله تعالى بسببه، ويدعوه إلى كشفه. وقيل: نسي ربه الذي [كان] يبتهل إليه. و " ما " بمعنى " من "؛ كقوله تعالى:{ وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [الليل: 3]، ومثله قوله:{ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } [الكافرون: 3]. والمراد بالإنسان في هذه الآية: الكافر. قال عطاء: نزلت في عتبة بن ربيعة. وقال مقاتل: في أبي حذيفة بن المغيرة.