الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } * { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }

قوله تعالى: { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } سبق في الأنعام.

{ فَصَعَقِ } وقرأ ابن السميفع: " فَصُعِقَ " بضم الصاد. والمعنى: ماتوا من شدة الفزع.

{ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } مفسر في النمل.

{ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ } وهي نفخة البعث { فَإِذَا هُمْ } يعني: الخلائق { قِيَامٌ }. وقرئ شاذاً: " قياماً ".

{ يَنظُرُونَ } يقلبون أبصارهم نظر المبهوت إذا حل به أمر أزعجه، أو ينظرون ماذا يُفعل بهم.

قوله تعالى: { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } أي: أضاءت بما أظهر فيها من الحق والعدل. هذا معنى قول الحسن.

ويحقق ذلك تمام الآية وختمها بنفي الظلم، وكثيراً ما يستعيرون النور للعدل والظلمة للظلم، ومنه الحديث: " الظلم ظلمات يوم القيامة ".

[وللإمام] أحمد رضي الله عنه في أبيات يوصي فيها ابنه يقول:
لا تَلْقَ ربكَ ظالماً لعباده    فالظلمُ مُشتقٌ من الظلماء
وقال الثعلبي: قال أكثر المفسرين: بضوء ربها، وذلك حين يبرز الجبار لفصل القضاء بين خلقه.

وقال: ويقال إن الله تعالى يخلق في القيامة نوراً يلبسه وجه الأرض فتشرق الأرض به.

ويقال: إن الله يتجلى للملائكة فتشرق الأرض بنوره. وأراد بالأرض: عرصات القيامة.

قوله تعالى: { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } قال قتادة: كتاب الأعمال.

وقال السدي: الكتاب: الحساب.

وقيل: اللوح المحفوظ.

{ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ } وهم الذين يشهدون للأمم وعليهم.

وقال السدي: الذين استشهدوا في سبيل الله.