قوله تعالى: { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } سبق في الأنعام. { فَصَعَقِ } وقرأ ابن السميفع: " فَصُعِقَ " بضم الصاد. والمعنى: ماتوا من شدة الفزع. { إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } مفسر في النمل. { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ } وهي نفخة البعث { فَإِذَا هُمْ } يعني: الخلائق { قِيَامٌ }. وقرئ شاذاً: " قياماً ". { يَنظُرُونَ } يقلبون أبصارهم نظر المبهوت إذا حل به أمر أزعجه، أو ينظرون ماذا يُفعل بهم. قوله تعالى: { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } أي: أضاءت بما أظهر فيها من الحق والعدل. هذا معنى قول الحسن. ويحقق ذلك تمام الآية وختمها بنفي الظلم، وكثيراً ما يستعيرون النور للعدل والظلمة للظلم، ومنه الحديث: " الظلم ظلمات يوم القيامة ". [وللإمام] أحمد رضي الله عنه في أبيات يوصي فيها ابنه يقول:
لا تَلْقَ ربكَ ظالماً لعباده
فالظلمُ مُشتقٌ من الظلماء
وقال الثعلبي: قال أكثر المفسرين: بضوء ربها، وذلك حين يبرز الجبار لفصل القضاء بين خلقه. وقال: ويقال إن الله تعالى يخلق في القيامة نوراً يلبسه وجه الأرض فتشرق الأرض به. ويقال: إن الله يتجلى للملائكة فتشرق الأرض بنوره. وأراد بالأرض: عرصات القيامة. قوله تعالى: { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } قال قتادة: كتاب الأعمال. وقال السدي: الكتاب: الحساب. وقيل: اللوح المحفوظ. { وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ } وهم الذين يشهدون للأمم وعليهم. وقال السدي: الذين استشهدوا في سبيل الله.