الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

قوله تعالى: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي: ما عَظَّمُوه حَقَّ تعظيمه.

قال الزجاج: ويقرأ " قَدَرِه " بفتح الدال. قال: والقَدْر والقَدَر هاهنا بمعنى واحد.

قوله تعالى: { وَٱلأَرْضُ } يريد: الأرضين، بدليل قوله تعالى: { وَٱلسَّمَٰوَٰتُ } ، وقوله تعالى: { جَمِيعـاً }.

ولأنه موضع تعظيم.

وقوله تعالى: { جَمِيعـاً } منصوب على الحال. المعنى: والأرض إذا كانت مجتمعة.

{ قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } قال ابن عباس: الأرض والسموات كلها بيمينه.

وقال سعيد بن جبير: السموات [قبضة] والأرض قبضة.

أخبرنا الشيخان أبو القاسم وأبو الحسن قالا: أخبرنا عبد الأول، أخبرنا عبدالرحمن، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثنا محمد، حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبدالله قال: " جاء حَبْر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نواجذه تصديقاً لقول الحَبْر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } " وأخرجه مسلم أيضاً.

وبه قال البخاري: حدثنا سعيد ابن عفير، حدثني الليث، حدثني عبدالرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض ".

وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي [الأرضين] بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ".