الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ وَسَخَّـرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُـلٌّ يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى أَلا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } * { خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُـمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ }

قوله تعالى: { يُكَوِّرُ ٱللَّيْـلَ عَلَى ٱلنَّهَـارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّـهَارَ عَلَى ٱللَّيْلِ } قال أبو عبيدة: يُدْخِلُ هذا على هذا، وهذا على هذا.

قال ابن قتيبة: أصل [التكوير]: اللَّفُّ، ومنه كَوْرُ العمامة.

وقال غيره: أصل التَّكوير: طرح الشيء بعضه على بعض.

وما بعده مفسر إلى قوله تعالى: { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعني: حوّاء من آدم عليهما السلام.

وقد أشرنا إلى دفع الإشكال في الترتيب بحرف " ثم " مع تقدم خلق حواء على خلق المخاطبين في سورة النساء عند قوله تعالى في أواخرها:ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } [النساء: 153] بعد قوله تعالى:فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } [النساء: 153].

وقيل: أخرج الله تعالى ذرية آدم عليه السلام من ظهره [كالذَّرِّ]، ثم خلق بعد ذلك حوّاء.

قوله تعالى: { وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ } أي: قضى لكم وقَسَم، والقضاء والقَسَم موصوف بالنزول من السماء.

وقيل: لما كانت لا تعيش إلا بالماء والنبات النامي من الماء، والماء من السماء، فكأنه أنزلها من السماء. وقد أشرنا إلى تفسير ذلك في الأنعام.

{ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } يريد: نطفاً، ثم علقاً، ثم مضغاً، ثم عظاماً، ثم لحماً، إلى غير ذلك من تقلبات أحوال الإنسان إلى أن يظهر إلى الوجود.

وقيل: خلقاً في بطون أمهاتكم من بعد خلق في ظهر آدم.

{ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } قال ابن عباس وقتادة وعامة المفسرين: هي ظلمة البطن، والرَّحم، والمشيمة.

وقيل: ظلمة البطن، والرّحم، والصلب.