{ قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي: يا فاطر. وقد سبق تفسيرها. كان الربيع بن خثيم قليل الكلام، فلما قتل الحسين عليه السلام قالوا: اليوم يتكلم، فلما أخبروه بقتله لم يزد على قراءة هذه الآية. قوله تعالى: { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } أي: ظهر لهم من سخطه وعذابه ما لم يكن في حسابهم. وقيل: عملوا أعمالاً حسبوها حسنات، فإذا هي سيئات. جزع محمد بن المنكدر عند موته، فقيل له: [لم تجزع]؟ فقال: أخشى آية من كتاب الله تعالى: { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ }. سمعت شيخنا أبا محمد عبدالله بن أحمد بن قدامة رضي الله عنه يقول: أخبرنا الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر الأصفهاني في كتابه، أخبرنا عبدالرزاق بن محمد بن الشرابي، [أنا سعيد بن محمد بن سعيد الولي، أنا علي بن أحمد بن علي الواقدي]، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرنا أبو الحسن عبدالرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن إسحاق السراج يقول: سمعت محمد بن خلف يقول: حدثني يعقوب بن يوسف قال: كان الفضيل بن عياض إذا علم أن ابنه علياً خلفه - يعني: في الصلاة- مرَّ ولم يقف ولم يخوّف، وإذا علم أنه ليس خلفه تنوّق في القرآن وحزن وخوّف، فظنَّ يوماً أنه ليس خلفه، فأتى على ذكر هذه الآية:{ قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ } [المؤمنون: 106] قال: فخرَّ عليّ مغشياً عليه، فلما علم أنه خلفه وأنه قد سقط، تجوّز في القراءة، فذهبوا إلى أمه فقالوا: أدركيه، فجاءت فرشَّتْ عليه ماء فأفاق، فقالت لفضيل: أنت قاتل هذا الغلام عَلَيَّ، فمكث ما شاء الله فظنَّ أنه ليس خلفه، فقرأ: { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } فخرّ ميتاً، وتجوّز [أبوه] في القراءة، وأُتيت أمه فقيل لها: أدركيه، فجاءت فرشَّت عليه ماء فإذا هو ميت رحمه الله تعالى.