الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ } * { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

قوله تعالى: { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم.

وقرأ حمزة والكسائي: " عباده " ، يريد: الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

وقرأ سعد بن أبي وقاص وأبو عمران: " بكافي " بياء من غير تنوين، " عَبْدِهِ " بالجر على الإضافة، ومثلهما قرأ أُبيّ بن كعب وأبو العالية وأبو الجوزاء والشعبي، إلا أنهم قرؤوا " عباده " على الجمع.

وقرأ ابن مسعود وأبو رجاء: " يُكافي " بياء مضمومة قبل الكاف وياء ساكنة بعد الفاء، " عِبَادَهُ ": بالنصب مع الجمع.

{ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } وذلك أن كفار قريش قالوا: يا محمد ما تزال تذكر آلهتنا وتعيبها، فاتق أن تصيبك بسوء، فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى: { هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ } وقرأ أبو عمرو: " كاشفاتٌ وممسكاتٌ " بالتنوين فيهما، " ضُرَّهُ ورحْمَتَه " بالنصب فيهما؛ لأنه أمر منتظر، وما لم يقع من أسماء الفاعلين أو كان في الحال فالوجه فيه التنوين والنصب؛ لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال يعمل عمل الفعل.

وقرأ الباقون بغير تنوين وبالجر في الجملتين على الإضافة؛ طلباً للخفة والتنوين مراد، ولذلك لا يتعرّف اسم الفاعل وإن أضيف إلى معرفة.

قال صاحب الكشاف: إن قلت: لم قيل: " كاشفات " و " ممسكات " على التأنيث بعد قوله تعالى: { وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ }؟

قلتُ: أنثهن وكنّ إناثاً، وهنّ اللات والعزى ومناة، [قال الله تعالى:أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ] ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ * أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } [النجم: 19-21] [ليضعفها] ويعجزها زيادة تضعيف وتعجيز عما طالبهم به من كشف الضر وإمساك الرحمة؛ لأن الأنوثة من باب اللين والرخاوة، كما أن الذكورة من باب الشدة والصلابة، كأنه قال: الإناث اللاتي هنّ اللات والعزى ومناة أضعف مما تَدَّعون [لهن] وأعجز. وفيه [تهكم] أيضاً.