قوله تعالى: { هَـٰذَا ذِكْرٌ } أي: هذا شرف وثناء جميل تذكرون به أبداً، وكيف لا يكون شرفاً والمُثْنِي عليهم رب العالمين. { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } أي: وإن للأنبياء المذكورين ومن شاركهم في وصف التقوى مع هذا الثناء الجميل والشرف العظيم { لَحُسْنَ مَآبٍ } أي: لحسن مرجع يؤوبون إليه يوم القيامة. { جَنَّاتِ عَدْنٍ } بدل من " حُسْنَ مآب " أو عطف بيان. { مُّفَتَّحَةً } قيل: النصب صفة لـ " جنات ". وقال الزمخشري: " مُفَتَّحَةً " حال، والعامل فيها ما في " للمتقين " من معنى الفعل. وفي " مفتحة " ضمير الجنات، و " الأبواب " بدل من الضمير، تقديره: مُفَتَّحَةً هي الأبواب، كقولهم: ضرب زيدٌ اليَد والرِّجل، وهو من بدل الاشتمال. وقال الزجاج: المعنى: مفتحة لهم الأبواب منها. وقال الفراء: المعنى: مفتحةً لهم أبوابها، والعرب تجعل الألف واللام خلفاً من الإضافة. قال الزمخشري: وقرئ " جَناتُ عدنٍ مفتحةٌ " بالرفع، على أن " جنات عدن " مبتدأ، و " مفتحة " خبره. أو كلاهما خبر مبتدأ محذوف، أي: هو جنات عدن هي مفتحة لهم. قوله تعالى: { مُتَّكِئِينَ فِيهَا } حال من الضمير المجرور باللام في قوله تعالى: { لَّهُمُ }. قوله تعالى: { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ } قال الزجاج: الأتْرَاب: اللواتي أسنانهن واحدة، وهنّ في غاية الشباب والحُسْن. قال غيره: وإنما جعلهن على سِنّ واحدة؛ لأن التحابّ بين الأقران أثبت. وقيل: هنّ أتراب لأزواجهن أسنانهن كأسنانهم. و " قاصرات الطرف " مفسر في الصافات. قوله تعالى: { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } قرأ ابن كثير وأبو عمرو: " يوعدون " بالياء، والباقون بالتاء. قال أبو علي: من قرأ بالتاء فعلى معنى: قل لهم هذا ما توعدون، فيكون خطاباً من النبي صلى الله عليه وسلم لهم. ومن قرأ " يوعدون " بالياء؛ فلأن ذكر المتقين قد تقدم في قوله تعالى: { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } ، { هَـٰذَا مَا يوعدون } أي: ما يوعد المتقون ليوم الحساب، أي: في يوم الحساب، أو لأجل يوم الحساب. قوله تعالى: { مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } أي: انقطاع. قال ابن عباس: ليس لشيء في الجنة نفاد، ما أكل من ثمارها خلف مكانه مثله، وما أكل من حيوانها وطيرها عاد مكانه [حياً].