قوله تعالى: { يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ } أي: استخلفناك على تدبير مُلْك الأرض، أو جعلناك خليفة ممن كان قبلك من الأنبياء القائمين بالحق، { فَٱحْكُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ } في قضائك وغيره مما استخلفت فيه، { فَيُضِلَّكَ } الهوى { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ }. فإن قيل: { يَوْمَ ٱلْحِسَابِ } بم يتعلق؟ قلتُ: يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون متعلقاً [بـ " نسوا " ]، على معنى: لهم عذاب شديد بنسيانهم يوم الحساب، وهو ضلالهم عن سبيل الله. والثاني: أن يكون متعلقاً بـ " لهم عذاب شديد " ، على معنى: لهم عذاب شديد في يوم الحساب. { بِمَا نَسُواْ } أي: بنسيانهم وتركهم القضاء بالحق. وهذا قول عكرمة والسدي.