الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ فَٱحْكُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ }

قوله تعالى: { يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ } أي: استخلفناك على تدبير مُلْك الأرض، أو جعلناك خليفة ممن كان قبلك من الأنبياء القائمين بالحق، { فَٱحْكُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ } في قضائك وغيره مما استخلفت فيه، { فَيُضِلَّكَ } الهوى { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ }.

فإن قيل: { يَوْمَ ٱلْحِسَابِ } بم يتعلق؟

قلتُ: يحتمل وجهين:

أحدهما: أن يكون متعلقاً [بـ " نسوا " ]، على معنى: لهم عذاب شديد بنسيانهم يوم الحساب، وهو ضلالهم عن سبيل الله.

والثاني: أن يكون متعلقاً بـ " لهم عذاب شديد " ، على معنى: لهم عذاب شديد في يوم الحساب.

{ بِمَا نَسُواْ } أي: بنسيانهم وتركهم القضاء بالحق. وهذا قول عكرمة والسدي.