الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } * { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ } * { أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ } * { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } قال ابن عباس: من أهل دينه.

وقال مجاهد: على منهاجه وطريقته.

قال الأصمعي: الشيعة: الأعوان، مأخوذ من الشِّياع، وهو الحطب الصغار، يوضع مع الكبار حتى يستوقد؛ لأنه يعين على الوقود.

وعامة المفسرين ذهبوا إلى أن الضمير في " شيعته " يرجع إلى نوح.

وقال ابن السائب والفراء: الضمير لمحمد صلى الله عليه وسلم. وهو بعيد.

وقيل: جعله من شيعته؛ لما بين شريعتيهما من الاتفاق.

وقيل: لحسن مصابرته قومه.

قوله تعالى: { إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } قال قتادة: من الشك.

وقال الحسن: من الشرك.

والصحيح: العموم، على معنى: جاء ربه بقلب سليم من جميع الآفات المفسدة للقلوب، والظرف متعلق بما في " شيعته " من معنى المشايعة، على معنى: وإن من جملة من شايعه حين جاء ربه بقلب سليم إبراهيم، أو هو متعلق بمحذوف، تقديره: اذكر إذ جاء ربه، فقال بعض أهل المعاني: أخلص قلبه لله، وعرف ذلك منه، فضرب المجيء مثلاً لذلك.

{ إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ } بدل من " إذ جاء ربه ".

{ أَإِفْكاً } قال الزمخشري: هو مفعول له، تقديره: أتريدون آلهة من دون الله إفكاً، وإنما قدم [المفعول على الفعل للعناية، وقدم] المفعول له على المفعول به؛ لأنه كان الأهم عنده أن يكافحهم بأنهم على إفك وباطل في شركهم. ويجوز أن يكون " إفكاً " مفعولاً به، يعني: أتريدون إفكاً.

ثم فسّر الإفك بقوله: { آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ } على أنها إفك في أنفسها.

ويجوز أن يكون حالاً، يعني: أتريدون آلهة من دون الله آفكين.

{ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } قال الثعلبي والواحدي: ما ظنكم به إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره. فيكون تهديداً لهم على هذا القول.

وقال صاحب الكشاف: المعنى: فما ظنّكم به حتى تركتم عبادته إلى عبادة الأصنام، أو فما ظنكم به أيّ شيء هو من الأشياء حتى جعلتم الأصنام له أنداداً. فيكون تجهيلاً لهم.