الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } * { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } * { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } * { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } * { رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَارِقِ }

قال الله تعالى: { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } قيل: يريد جماعة المؤمنين إذا صفوا في الصلاة أو القتال في سبيل الله تعالى.

وقيل: الطير، من قوله تعالى:وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ } [النور: 41].

والصحيح: أنهم الملائكة. وهو قول ابن عباس وابن مسعود وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وعامة المفسرين.

أقسم الله تعالى بطوائف الملائكة [أو] بنفوسهم الصافات أقدامها في الصلاة، أو أجنحتها في الهواء واقفة ترتقب أمر الله عز وجل.

قال ابن عباس: يريد: الملائكة صفوفاً صفوفاً، لا يعرف كل مَلَك منهم مَنْ إلى جانبه، لم يلتفت منذ خلقه الله تعالى عز وجل.

{ فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } قال الربيع وقتادة: آيات القرآن.

والصحيح: أنها الملائكة، وهو قول الذين تقدم ذكرهم وعامة المفسرين.

يريد: فالزاجرات السحاب، أو فالزاجرات عن المعاصي زجراً.

{ فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } يريد: الملائكة.

وقال ابن عباس: الأنبياء.

أي: القارئات لكلام الله عز وجل وكتبه المنزّلة.

قال قطرب: أقسم الله تعالى بثلاثة أصناف من الملائكة، وجواب القسم: { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ }.

قرأ أبو عمرو في إدغامه الكبير وحمزة: { وَٱلصَّافَّاتِ صفاً } ، { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } ، { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } ،وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً } [الذاريات: 1] بالإدغام فيهن. وعلة الإدغام: مقاربة التاء هذه الحروف من حيث أنها وإياهن من طرف اللسان وأصول الثنايا، ومن ترك الإدغام فلاختلاف المخارج.

{ رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف.

و { ٱلْمَشَارِقِ } ثلاثمائة وستون مشرقاً، وكذلك المغارب، تشرق الشمس كل يوم في مشرق منها وتغرب في مغرب، ولا تطلع ولا تغرب في واحد يومين.