{ وَقَالُواْ } يعني: منكري البعث { يٰوَيْلَنَا } سبق الكلام عليه وما بعده. ويجوز أن يكون من تمام كلامهم، وقول بعضهم لبعض إلى قوله تعالى: { ٱحْشُرُواْ }. ويجوز أن يكون من قول الملائكة لهم، ويجوز أن يكون قول الكفار. انتهى بتمام الآية، ومن قوله تعالى: { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } من كلام الملائكة جواباً لهم. وقوله تعالى: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ } أضرابهم وأمثالهم في الكفر والمعاصي. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يحشر صاحب الربا مع صاحب الربا، وصاحب الزنا مع صاحب الزنا، وصاحب الخمر مع صاحب الخمر. وقال الحسن: يريد: أزواجهم المشركات. { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } قال عكرمة وقتادة: يريد: الأصنام. وقال مقاتل: يعني: إبليس وجنده. واحتج بقوله تعالى:{ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } [يس: 60]. { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } عرّفهم طريق النار حتى يسلكوها. { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } قال الماوردي: فيه ستة أوجه: أحدها: عن لا إله إلا الله. وهو قول يحيى بن سلام. الثاني: عما دعوا إليه من بدعة. رواه أنس بن مالك مرفوعاً. الثالث: عن ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه. حكاه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري. الرابع: عن جلسائهم. وهو قول عثمان بن زائدة. الخامس: محاسبون. وهو قول ابن عباس. السادس: مسؤولون. { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } على طريق التوبيخ والتقريع لهم. انتهى كلام الماوردي. قلت: وهذا الوجه السادس هو التفسير الصحيح. والمقصود من هذا السؤال: التهكم بهم، والتوبيخ لهم بعجزهم عن تناصرهم، وليس المقصود منه الحساب، فإن هذا السؤال واقع بعد أن يقال للملائكة: " فاهدوهم إلى صراط الجحيم " ، وقد قضي الأمر فيهم وحق القول عليهم. { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } منقادون خاضعون، أو قد أسلم بعضهم بعضاً وخذله.