الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } * { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ }

{ وَقَالُواْ } يعني: منكري البعث { يٰوَيْلَنَا } سبق الكلام عليه وما بعده.

ويجوز أن يكون من تمام كلامهم، وقول بعضهم لبعض إلى قوله تعالى: { ٱحْشُرُواْ }. ويجوز أن يكون من قول الملائكة لهم، ويجوز أن يكون قول الكفار. انتهى بتمام الآية، ومن قوله تعالى: { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } من كلام الملائكة جواباً لهم.

وقوله تعالى: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ } أضرابهم وأمثالهم في الكفر والمعاصي.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يحشر صاحب الربا مع صاحب الربا، وصاحب الزنا مع صاحب الزنا، وصاحب الخمر مع صاحب الخمر.

وقال الحسن: يريد: أزواجهم المشركات.

{ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } قال عكرمة وقتادة: يريد: الأصنام.

وقال مقاتل: يعني: إبليس وجنده. واحتج بقوله تعالى:أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } [يس: 60]. { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } عرّفهم طريق النار حتى يسلكوها.

{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } قال الماوردي: فيه ستة أوجه:

أحدها: عن لا إله إلا الله. وهو قول يحيى بن سلام.

الثاني: عما دعوا إليه من بدعة. رواه أنس بن مالك مرفوعاً.

الثالث: عن ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه. حكاه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري.

الرابع: عن جلسائهم. وهو قول عثمان بن زائدة.

الخامس: محاسبون. وهو قول ابن عباس.

السادس: مسؤولون.

{ مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } على طريق التوبيخ والتقريع لهم. انتهى كلام الماوردي.

قلت: وهذا الوجه السادس هو التفسير الصحيح.

والمقصود من هذا السؤال: التهكم بهم، والتوبيخ لهم بعجزهم عن تناصرهم، وليس المقصود منه الحساب، فإن هذا السؤال واقع بعد أن يقال للملائكة: " فاهدوهم إلى صراط الجحيم " ، وقد قضي الأمر فيهم وحق القول عليهم.

{ بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } منقادون خاضعون، أو قد أسلم بعضهم بعضاً وخذله.