الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

ثم نزّه نفسه عما يقوله المشركون فقال سبحانه وتعالى: { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } أي: مالك العزة.

وقال صاحب الكشاف: أضيف الرب إلى العزة لاختصاصه بها، كأنه قيل: ذو العزة، كما تقول: صاحب صدق؛ لاختصاصه بالصدق. ويجوز أن يراد ما من عزة لأحد من الملوك وغيرهم إلا وهو ربها ومالكها، كقوله تعالى:وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ } [آل عمران: 26].

ولما اشتملت هذه السورة على ذكر ما قاله المشركون في الله عز وجل ونسبوا إليه ما هو سبحانه وتعالى منزّه عنه، وما عاناه المرسلون صلوات الله عليهم من جهتهم، وما خولوه في العاقبة من النصرة عليهم؛ ختمها بجوامع ذلك من تنزيه ذاته عما وصفه به المشركون، والتسليم على المرسلين، { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } على ما قيّض لهم من حسن العواقب.

وفي حديث أبي سعيد الخدري قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف: " سبحان ربك رب العزة عما يصفون... إلى آخر السورة " ".

وهو حديث ثابت من طرق، أحسنها ما أخبرنا به أبو المجد محمد بن محمد بن أبي بكر الكرابيسي، أخبرنا الشيخان أبو المحاسن عبدالرزاق بن إسماعيل بن محمد وابن عمه أبو سعيد المطهر بن عبدالكريم بن محمد قالا: أخبرنا عبدالرحمن حمد الدوني، أخبرنا القاضي أبو نصر الدينوري، أخبرنا أبو بكر السني الحافظ، أخبرني أبو عروبة، حدثني ابن وكيع، حدثني أبي، عن سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من صلاته - قال: لا أدري قبل أن يُسَلِّم أو بعد أن يُسَلِّم - يقول: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ".

وقال صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يكتال له بالكيل الأوفى من الأجر يوم القيامة، فليكن آخر كلامه في مجلسه: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ".