الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ } * { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ } * { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } * { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } * { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * { فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ }

قوله تعالى: { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }: سمعت شيخنا موفق الدين أبا محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه يقول: أخبرنا أبو العباس أحمد بن المبارك بن سعد، أخبرنا جدي لأمي أبو المعالي ثابت بن بندار، أخبرنا أبو علي بن دوما، أخبرنا أبو علي الباقرحي، أخبرنا الحسن بن علوية، أخبرنا إسماعيل، أخبرنا إسحاق بن بشر، أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن: أن يونس عليه السلام كان مع نبي من أنبياء بني إسرائيل، فأوحى الله إليه أن ابعث يونس إلى أهل نِينَوى يحذرهم عقوبتي، قال: فمضى يونس على كُرْهٍ منه، وكان رجلاً حديداً شديد الغضب، قال: [فأتاهم] فحذَّرَهم وأنذرهم؛ فكذبوه وردُّوا عليه نصيحته، ورمُوهُ بالحجارة وأخرجوه، فانصرف عنهم، فقال له نبي بني إسرائيل: ارجع إلى قومك، فرجع إليهم، فرَمَوه بالحجارة وأخرجوه، فقال له النبي: ارجع إلى قومك، فرجع فكذبوه، فوعدهم العذاب فقالوا: كذبت، فلما كذَّبُوه وكفروا بالله وجحدوا كتابه، دعا عند ذلك ربه على قومه فقال: يا رب! إن قومي أبوا إلا الكفر، فأنزل عليهم نقمتك، فأوحى الله تعالى إليه أني أنزل بقومك العذاب، قال: فخرج عنهم يونس وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام، وأخرج أهله وانطلق، فصعد جبلاً ينظر إلى أهل نينوى ويترقب العذاب، فجاءهم العذاب وعاينوه، فأنابوا إلى الله تعالى، فكشف عنهم العذاب، فلما رأى ذلك جاءه إبليس فقال: يا يونس إنك إن رجعت إلى قومك اتَّهَمُوك وكذَّبُوك، فَذَهَبَ مغاضباً لقومه، فانطلق حتى أتى شاطئ دجلة، فركب سفينة، فلما توسطت الماء أوحى الله تعالى إليها أن ارْكدي، فركدت السفينة، والسفن تَمـُرُّ يميناً وشمالاً فقالوا: ما نال سفينتكم؟ فقالوا: لا ندري، قال يونس: أنا أدري، قالوا: فما حالها؟ قال: فيها عبد آبق من ربه، فلا تسير حتى تلقوه في الماء، قالوا: ومن هو؟ قال: أنا وعرفوه، قالوا: أما أنت فليس نلقيك، والله ما نرجوا منها النجاة إلا بك، قال: فاقْترعوا فمن قرع فألقوه في الماء، قال: فاقْترعوا فَقَرَعَهُم يونس، فأبوا أن يلقوه، قال: فاقْترعوا الثانية فَقَرَعَهُم، قال: فاقترعوا الثالثة فَقَرَعَهُم فقال: ألقوني في الماء.

وفي رواية: قال: يا قوم، اطرحوني في الماء وانجوا، فقام القوم فاحتملوه شبه المشفقين عليه، فقال: ايتوا بي صدر السفينة، ففعلوا، فلما أشرفوا ليلقوه فإذا الحوت فاتحٌ فاه، فلما رأى ذلك قال: أي قوم ردوني إلى مؤخر السفينة، ففعلوا، فلما أشرفوا ذهبوا يطرحونه فاستقبله الحوت فاتحاً فاه، فلما رأى جوفه وهَوْله قال: يا قوم ردوني إلى وسط السفينة، ففعلوا فاستقبله، فقال: ردوني إلى الجانب الآخر، فاستقبله فاتحاً فاه ليأخذه، فقال: اطرحوني وانجوا، فلا منجى من الله، فطرحوه، والتقمه الحوت قبل أن يبلغ الماء وتصوب به.

السابقالتالي
2 3 4