الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ }

قوله تعالى: { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } أي: انفردوا عن المؤمنين وكونوا على حِدَة، وذلك حين يحشر المؤمنون ويُسَار بهم إلى الجنة.

وقال قتادة: اعتزلوا عن كل خير.

وقال الضحاك: لكل كافر بيت من النار يكون فيه، لا يَرى ولا يُرى.

فعلى هذا امتيازهم هو أن لا يرى بعضهم بعضاً، تقول: ميّزت الشيء عن الشيء؛ إذا عزلته عنه ونحيته فامْتَاز وانْمَاز.

قوله تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } أي: أوصيكم وآمركم.

وقال الزجاج: ألم أتقدم إليكم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم.

{ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ } يريد: المجرمين { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } تطيعوه في الشرك.

قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً } قرأ ابن عامر وأبو عمرو: " جُبْلاً " بضم الجيم وسكون الباء مع التخفيف، وكذلك ابن كثير وحمزة والكسائي ووَرْش، إلا أنهم ضَمّوا الباء. وقرأ نافع وعاصم: " جِبلاًّ " بكسر الجيم والباء وتشديد اللام.

وقرأتُ ليعقوب من رواية روح وزيد وأبي حاتم: بضم الجيم والباء مع التشديد، وهي قراءة علي بن أبي طالب، وابن عباس، [وأبي] عبد الرحمن السلمي، والزهري، والأعمش.

وقرأ عبد الله بن عمرو [وابن] السميفع: بكسر الجيم وسكون الباء مع التخفيف.

وقرأ أبو المتوكل ومعاذ القارئ: بضم الجيم وفتح الباء مع التخفيف.

وقرأ أبو العالية: بكسر الجيم وفتح الباء مع التخفيف.

وقرأ أبو عمران الجوني: " جِبالاً " بكسر الجيم مع زيادة ألف.

ومعنى الكلمة كيف تصرفت: أضل منكم خلقاً كثيراً.

قرئ: " جِيلاً " بكسر الجيم وبالياء، واحد الأجيال.