قوله تعالى: { وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } أي: انفردوا عن المؤمنين وكونوا على حِدَة، وذلك حين يحشر المؤمنون ويُسَار بهم إلى الجنة. وقال قتادة: اعتزلوا عن كل خير. وقال الضحاك: لكل كافر بيت من النار يكون فيه، لا يَرى ولا يُرى. فعلى هذا امتيازهم هو أن لا يرى بعضهم بعضاً، تقول: ميّزت الشيء عن الشيء؛ إذا عزلته عنه ونحيته فامْتَاز وانْمَاز. قوله تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ } أي: أوصيكم وآمركم. وقال الزجاج: ألم أتقدم إليكم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم. { يٰبَنِيۤ ءَادَمَ } يريد: المجرمين { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } تطيعوه في الشرك. قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً } قرأ ابن عامر وأبو عمرو: " جُبْلاً " بضم الجيم وسكون الباء مع التخفيف، وكذلك ابن كثير وحمزة والكسائي ووَرْش، إلا أنهم ضَمّوا الباء. وقرأ نافع وعاصم: " جِبلاًّ " بكسر الجيم والباء وتشديد اللام. وقرأتُ ليعقوب من رواية روح وزيد وأبي حاتم: بضم الجيم والباء مع التشديد، وهي قراءة علي بن أبي طالب، وابن عباس، [وأبي] عبد الرحمن السلمي، والزهري، والأعمش. وقرأ عبد الله بن عمرو [وابن] السميفع: بكسر الجيم وسكون الباء مع التخفيف. وقرأ أبو المتوكل ومعاذ القارئ: بضم الجيم وفتح الباء مع التخفيف. وقرأ أبو العالية: بكسر الجيم وفتح الباء مع التخفيف. وقرأ أبو عمران الجوني: " جِبالاً " بكسر الجيم مع زيادة ألف. ومعنى الكلمة كيف تصرفت: أضل منكم خلقاً كثيراً. قرئ: " جِيلاً " بكسر الجيم وبالياء، واحد الأجيال.