وقد سبق القول في " الصور " في الأنعام، وفسرنا النسلان في سورة الأنبياء. { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } قال المفسرون: إنما قالوا ذلك؛ لأن العذاب رفع عنهم بين النفختين، فإذا عاينوا أهوال يوم القيامة دعوا بالويل، فتقول لهم الملائكة: هذا وعد الرحمن، أي: على ألسنة الرسل إنكم تبعثون بعد الموت للجزاء. وقال قتادة: أول الآية للكافرين وآخرها للمؤمنين، قال الكفار: { يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } ، وقال المسلمون: { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ }. و " هذا ": مبتدأ، " ما وعد ": خبره، و " ما ": مصدرية، على معنى: هذا وعد الرحمن وصدق المرسلين، أو موصولة، والتقدير: هذا الذي وعده الرحمن والذي صدق المرسلون فيه. وقيل: " هذا ": صفة للمرقد، و " ما وعد ": خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ محذوف الخبر، تقديره: ما وعد الرحمن وحق عليكم. قوله تعالى: { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ... } الآية حكاية ما يقال لهم.