الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } * { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ }

{ وَيَقُولُونَ } على سبيل التكذيب والاستهزاء: { مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدونا به يا محمد أنت وأصحابك من قيام الساعة، أي: متى إنجازه أو مجيئه { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } تقديره: ما وراءنا ذلك.

{ مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } قال ابن عباس: يريد: النفخة الأولى في الصور.

{ تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } يختصمون في البيع والشراء في أسواقهم ومجالستهم متشاغلين بمعايشهم ودنياهم.

قرأ ابن كثير وأبو عمرو وهشام: " يَخَصِّمُون " بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد. وروى شجاع عن أبي عمرو اختلاس فتحة الخاء. وقرأ قالون بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الصاد، ومثله حمزة غير أنه خفف. وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد.

وجه القراءة الأولى - وهي أجود القراءات -: أن الأصل: يختصمون، فأدغمت التاء في الصاد لقربها منها، تنتقل بالإدغام إلى حرف هو أقوى منها، وألقيت حركة التاء على الخاء.

ووجه ما رواه شجاع من الاختلاس: أن الأصل إسكان الخاء، غير أنها حُرّكت لئلا يلتقي ساكنان، والاختلاس كافٍ في ذلك مع ما فيه من مراعاة الأصل الذي هو السكون.

ووجه الثالثة وهي أردؤها: لما فيه من اجتماع الساكنين مراعاة الأصل، فإنها كانت ساكنة قبل الإدغام.

ووجه الرابعة -وهي قراءة حمزة-: أنه فعل مستقبل من خَصَمَ يَخْصِم، على معنى: يخصِمُ بعضهم بعضاً، أو يَخْصِمُون مُجَادِلَهم، أي: يغلبونه، وحَذْفُ المفعول كثير في التنزيل.

ووجه القراءة الخامسة: أنه اجتمع ساكنان بعد الإدغام كسرت الخاء ولم ينقل إليها حركة التاء.

وقرأتُ لعاصم من بعض طرقه: " يِخِصِّمُون " بكسر [الياء] والخاء، وكسرت الخاء لالتقاء الساكنين والياء للاتباع.

قوله تعالى: { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } قال قتادة: أعجلوا عن ذلك، { وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ } أي: من أسواقهم وغيرها { يَرْجِعُونَ }.