الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ } قال مجاهد: " ما بين أيديكم ": ما مضى من الذنوب، " وما خلفكم ": ما يأتي منها.

وقال قتادة: " ما بين أيدكم ": من عذاب الله لمن يقدمكم من عاد وثمود، " وما خلفكم ": من أمر الساعة.

وقال سفيان: ما بين أيديكم من الدنيا، وما خلفكم من عذاب الآخرة.

وقيل: عكس هذا القول.

فإن قيل: أين جواب " إذا "؟

قلتُ: هو محذوف، تقديره: أعرضوا، ويدل على هذا المحذوف قوله تعالى: { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ }.

قال قتادة: آية من كتاب الله.

وقال غيره: معجزة تدل على صدقك.

قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله } قال الواحدي: قال مقاتل: قال المؤمنون لكفار قريش: أنفقوا على المساكين ما زعمتم من أموالكم أنه لله، وهو ما جعلوه من حروثهم وأنعامهم لله، فقال الكفار: { أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ } أي: أنرزق من لو يشاء الله رزقه، أي: نحن نوافق مشيئة الله فلا نطعم من لم يطعمه الله. وهذا خطأ منهم؛ لأن الله تعالى أغنى بعض الخلق وأفقر بعضاً ليبلو الغني بالفقير فيما فرض له من ماله، والمؤمن لا يعترض على المشيئة وإنما يوافق الأمر. هذا تمام كلام الواحدي.

وقال قتادة: هذا قول الزنادقة.

قال ابن عباس: كان بمكة زنادقة.

وقال الحسن: هذا قول اليهود.

وقوله تعالى: { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } يحتمل وجوهاً:

أحدها: أنه من تمام كلامهم للمؤمنين. قاله قتادة.

والثاني: أنه إخبار من الله تعالى وحكم عليهم بالضلال حيث ردّوا على المؤمنين هذا الجواب.

الثالث: أنه حكاية قول المؤمنين.