قال الله تعالى: { يسۤ } اختلف القُرّاء فيها؛ فقرأ السبعة والأكثرون " يس " على الوقف. وقرأ أبو المتوكل وأبو رجاء: بفتح النون. وقرأ الحسن وأبو الجوزاء وأبو السَّمَّال: بكسر النون. وقرأ ابن عباس بالرفع وقال: هي بلغة طيء: يا إنسان. وقد ذكرنا وجه قراءة.. وأما الفتح فإما أن يكون كأين وكيف، أو يكون مفعولاً على معنى: اتْلُ ياسين. وأما الرفع فعلى معنى: هذه ياسينُ.. الكسر والتقاء الساكنين. واختلف القراء.. وابن كثير.. على النون. واختلف المفسرون.. أقوال: أحدها: يا إنسان. قاله ابن عباس.. أن يكون.. اقتصروا على.. الثاني: أنه اسم من أسماء الله أقسم الله تعالى به. رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. الثالث: أنه اسم من أسماء القرآن. قاله قتادة. الرابع: أنه اسم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. قاله محمد بن الحنفية وسعيد بن جبير. وأنشدوا للسيد الحميري:
يا نفسُ لا تَمْحَضِي بالنصح مُجتهداً
على المودَّة إلا آل ياسينا
ثم أقسم بالقرآن الحكيم.. فقال تعالى: { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } وهذا تكذيب لهم في قولهم:.. { عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } خبر بعد خبر، أو صلة " للمرسلين ". قوله: { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } قرأ.. وأهل الكوفة: " تنزيل " ، والباقون بالرفع. فمن فتح فعلى معنى..، ومن رفع فعلى: هذا تنزيل. وقرئ شاذاً:.. بالقرآن. قوله تعالى: { لِتُنذِرَ }.. إنك لمن المرسلين، { قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ }.. في قول.. العلماء ويؤيده قوله تعالى:{ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } [القصص: 46، السجدة:3]، وقوله:{ وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ } [سبأ: 44] فيكون وصفاً أي:.. فهم غافلون لعدم إنذارهم. وقيل:.. مثل إنذار آباءهم. وقيل: موصولة منصوبة.. قال السدي: وجب العذاب. وقال الضحاك: سبق القول بكفرهم. { عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ }.. عن إرادة الله تعالى..