الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }

قوله تعالى: { أَرُونِي } بدل من " أرأيتم "؛ لأن معنى أرأيتم: أخبروني عن هؤلاء الشركاء أروني ما خلقوا من الأرض دوني.

{ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ } أي: شركة { فِي } خلق { ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً } فجاؤكم به من عندي ينطق بأنهم شركائي.

وجمهور المفسرين على أنّ الضمير في «آتيناهم» للمشركين؛ كقوله تعالى:أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } [الروم: 35].

قال مقاتل: المعنى: هل أعطينا أهل مكة { فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ } [بأن مع الله عز وجل شريكاً من الملائكة].

وقرأ نافع وابن عامر وعاصم والكسائي: " بيناتٍ " على الجمع.

ثم استأنف فقال: { بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم } وهم الرؤساء { بَعْضاً } وهم الأتباع { إِلاَّ غُرُوراً } وهو قولهم:هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } [يونس: 18].

قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } قال الزمخشري: أي: كراهة أن تَزُولا، أو يكون المعنى: يمنعهما أن تزولا؛ لأن الإمساك منع.

{ وَلَئِن زَالَتَآ } وقرئ: " ولو زالتا ". و { إِنْ أَمْسَكَهُمَا } جواب القسم في " ولئن زالتا " سدّ مسد الجوابين، و " من " الأولى مزيدة لتأكيد النفي، والثانية للابتداء.

و { مِّن بَعْدِهِ } من بعد إمساكه.

{ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } غير معاجل بالعقوبة، حيث يمسكهما، وكانتا جديرتين بأن تهدّا هدّاً، لعظم كلمة الشرك، كما قال الله تعالى:تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ } [مريم: 90].