الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلاَ يَزِيدُ ٱلْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً }

وما بعده مفسر إلى قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ } الخلائف: جمع خليفة، والخليفة والخليف: المستخْلَف، وهو التالي للمتقدم، ولذلك قيل لأبي بكر: خليفة الله، فقال: لست بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال بعض السلف: إنما يستخلف من يغيب أو يموت، والله تعالى لا يغيب ولا يموت.

والمعنى: أنه جعلكم خلفاء في الأرض وسلَّطكم على ما فيها وملّككم مقاليد التصرف لتوحدوه وتعبدوه.

{ فَمَن كَفَرَ } منكم أو غمط هذه النعمة { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي: وبال كفره.

فعلى هذا: الخطاب لعموم بني آدم.

وقيل: الخطاب للذين بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم.

أي: خلقكم خلائف خلفتم من قبلكم من الأمم، ورأيتم وسمعتم آثار غضبي عليهم حين كفروا بوحدانيتي وعصوا رسلي.