وما بعده مفسر إلى قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ } الخلائف: جمع خليفة، والخليفة والخليف: المستخْلَف، وهو التالي للمتقدم، ولذلك قيل لأبي بكر: خليفة الله، فقال: لست بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال بعض السلف: إنما يستخلف من يغيب أو يموت، والله تعالى لا يغيب ولا يموت. والمعنى: أنه جعلكم خلفاء في الأرض وسلَّطكم على ما فيها وملّككم مقاليد التصرف لتوحدوه وتعبدوه. { فَمَن كَفَرَ } منكم أو غمط هذه النعمة { فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ } أي: وبال كفره. فعلى هذا: الخطاب لعموم بني آدم. وقيل: الخطاب للذين بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم. أي: خلقكم خلائف خلفتم من قبلكم من الأمم، ورأيتم وسمعتم آثار غضبي عليهم حين كفروا بوحدانيتي وعصوا رسلي.