الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } * { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } * { ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }

قال الزمخشري: إن قلت: فكيف جعلت " جناتُ عدن " بدلاً من " الفضل الكبير " ، الذي هو السبق بالخيرات المشار إليه بذلك؟

قلتُ: لما كان السبب في نيل الثواب، نزل منزلة المسبب، كأنه هو الثواب، فأبدلت عنه جنات عدن، وفي اختصاص السابقين بعد التقسيم بذكر ثوابهم والسكوت عن الآخرين ما فيه من وجوب الحذر.

وقرئ: " جنة عدن " على الإفراد، كأنها جنة مخصوصة بالسابقين. و " جناتَ عدنٍ " بالنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر، أي: يدخلون جنات عدن يدخلونها. هذا آخر كلام الزمخشري.

وقال مقاتل: يعني: الأصناف الثلاثة.

وقرأ أبو عمرو: " يُدْخَلُونَها " بضم الياء وفتح الخاء؛ لأن الله تعالى هو الذي يُدخلهم.

وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء؛ لأنهم إذا أدخلهم الله دخلوها.

والآية مفسرة في سورة الحج.

ولما استقرت بهم الدار وتخلصوا من تلك الشدائد قالوا: { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ } [قال] ابن عباس: هو خوف النار.

وقال قتادة: هموم الدنيا وتعبها.

وقال سعيد بن جبير: هَمّ الخبز في الدنيا.

وقال الزجاج: أذهب الله تعالى عن أهل الجنة كل الأحزان ما كان منها لمعاش أو معاد.

{ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } غفر سيئاتهم وشكر حسناتهم.

{ ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ } قال مقاتل: أنزلنا دار الخلود فأقاموا فيها أبداً لا يحزنون ولا يتحولون عنها أبداً.

{ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ } قال قتادة: وَجَع.

وقال غيره: تَعَب.

{ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } وهو الإعياء من التعب.

قال الزمخشري: النَّصَب: نفس المشقة والكلفة. والُّلغوب: نتيجته وما يحدث منه من الكلال والفترة.