الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } * { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ٱللَّهِ } أي: يكثرون تلاوته.

وقيل: يتبعون ما فيه فيعملون به.

وقال السدي: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

{ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ } وهو الثواب الذي قرره لهم في مقابلة تلاوة كتابه.

{ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } على النصيب المقدر لهم....

" ليوفيهم " متعلق بـ " لن تبور " ، أي: تجارة ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم بنفاقها أجورهم.

وقيل: " يرجون " حال من الضمير في " وأنفقوا " ، أي: فعلوا جميع ذلك راجين ليوفيهم، وخبر " إنَّ " على القول الأول " يرجون تجارة " ، وعلى القول الثاني قوله تعالى: { إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }.

قال الضحاك في قوله تعالى: { وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ }: يفسح لهم في قبورهم.

وقال أبو وائل: يشفعهم فيمن أحسن إليهم في الدنيا.

وكان مطرف يقول في هذه الآية: [هذه آية] [القراء]، يشير بذلك إلى دلالتها على فضلهم وتنويهها بذكرهم.

قرأتُ على الصاحب أبي الكرم محمد بن علي بن مهاجر رحمه الله بمدينة إرْبل، ثم قرأت عليه ثانياً وعلى ابن عمه أبي الحزم مهاجر بن أحمد بن مهاجر بالموصل، أخبركم أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي الأصبهاني فأقرّا به، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الصباغ، أخبرنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبدالصمد، حدثنا محمد بن إبراهيم المقرئ، حدثنا إبراهيم بن جعفر بن خليد المقرئ بمكة، حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن قراد، حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله خاصة من الناس، قلنا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن أهل الله وخاصته ".