الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } * { وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } * { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ } أي: المحتاجون إليه في رزقه ومغفرته ورحمته.

{ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ } عن عبادتكم { ٱلْحَمِيدُ } عنكم بإحسانه إليكم.

وما بعده سبق تفسيره إلى قوله تعالى: { وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا } أي: نفس مثقلة بالذنوب إلى حملها الذي حملته { لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ } أي: ولو كان المدعو ذا قرابة.

قال ابن عباس: يقول الأب والأم: يا بني احمل عني، فيقول: حسبي ما عليّ.

قال أهل المعاني: لما غضب الله عليهم في قوله تعالى: { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ } أتبعه الإنذار بيوم القيامة وذكر أهوالها فقال: { إِنَّمَا تُنذِرُ } ، كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعهم ذلك، فلم ينفع، فنزل قوله تعالى: { إِنَّمَا تُنذِرُ }.