الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قال الله تعالى: { ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي: مبتدئها ومبتدعها على غير مثال سابق.

قال ابن عباس: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض، حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتُها، أي: ابتدأتها.

{ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً } رسلاً يُرسلهم إلى النبيين وإلى ما شاء من الأمور.

وقرأتُ على الشيخين أبي البقاء اللغوي وأبي عمرو الياسري من رواية الحلبي والقزاز، عن عبد الوارث عن أبي عمرو: " جاعلٌ " بالرفع والتنوين، " الملائكةَ " بالنصب.

{ أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ }: أصحاب أجنحة.

قال الزمخشري: و " أولوا ": اسم جمع لـ " ذو " ، كما أن " أولاء " اسم جمع لـ " ذا " ، ونظيرهما في المتمكنة: المخاض والخلفة.

يريد: أن الخلفة وهي الحامل من النوق واحد، والمخاض: اسم جمع للخلفة، وهي الحوامل.

{ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } صفات للأجنحة. وقد ذكر في سورة النساء.

قال قتادة: بعضهم له جناحان، وبعضهم ثلاثة أجنحة، وبعضهم له أربعة أجنحة.

{ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ } أي: في خلق الأجنحة وغيرها ما تقتضيه مشيئته وحكمته.

والأصل: الجناحان؛ لأنهما بمنزلة اليدين.

قال ابن عباس: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح. وهذا المعنى قول عامة المفسرين واختيار الفراء والزجاج.

وقال الزهري وابن جريج: هو الصوت الحسن.

وقال قتادة: الملاحة في العينين.

وقيل: تجعد الشعر وحسنه.

وقيل: الخط الحسن.

والصحيح: أن الآية مطلقة تشمل كل زيادة في الخلق: من صباحة في الوجه، وملاحة في العين، وفصاحة في اللسان، وسماحة في النفس، وحصافة في العقل، وجزالة في الرأي، وجرأة في القلب، إلى غير ذلك من أنواع الزيادة مما لا يعلمه إلا الله تعالى.