الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ }

قوله تعالى: { وَيَوْمَ نحشرهم جَمِيعاً } يعني: المشركين.

وقال مقاتل: الملائكة ومن [عَبَدَها].

{ ثم نقول لِلْمَلاَئِكَةِ } وقرئ: " يحشُرُهُم " ، " ثم يَقُولُ " بالياء فيهما، حملاً على " قل إن ربي يبسط الرزق ".

{ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } استفهام في معنى التقريع والتوبيخ للعابدين، ونحوه:أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [المائدة: 116]، وقد علم الله سبحانه وتعالى أن الملائكة وعيسى مبرؤون مما وجه عليهم من السؤال، وهو وارد على المثل السائر: " إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة ".

{ قَالُواْ } يعني: الملائكة إظهاراً لبراءتهم من الرضى بعبادتهم { سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ } الذي نواليك من دونهم، { بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ } يريدون: الشياطين حيث أطاعوهم في عبادة غير الله تعالى، { أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } أي: أكثر المشركين بالجن الشياطين مصدقون، أي: يصدقونهم فيما يخبرونهم به من الباطل.

{ فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ } يعني: العابدين والمعبودين { نَّفْعاً وَلاَ ضَرّاً }؛ لأن الأمر في الثواب يوم القيامة لله وحده، لم يفوض إلى أحد من خلقه فيه أمراً، ولم يجعل له سلطاناً كحال الدنيا.