قوله تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ } قال الزجاج: معنى " كافة " في اللغة: الإحاطة. والمعنى: أرسلناك جامعاً للناس بالإنذار والإبلاغ، وأُرسل صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم. قوله تعالى: { وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } يريدون: التوراة وغيرها من الكتب، حملهم على هذا القول ما سمعوه من علماء أهل الكتاب من صفة محمد صلى الله عليه وسلم. { وَلَوْ تَرَىٰ } أيها الرسول أو أيها السامع { إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } محبوسون للحساب يوم القيامة وهم يتجادلون. وجواب " لو " محذوف، أي: [لرأيت] عجباً. قوله تعالى: { بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } قال المبرد والزجاج والزمخشري وعامة اللغويين: المعنى: بل مكركم في الليل والنهار، اتسع في الظرف بإجرائه مجرى المفعول به وإضافة المكر إليه. وقيل: جعل ليلهم ونهارهم ماكرين على الإسناد المجازي. وقرأ قتادة: " بل مكرٌ " بالتنوين، " الليلَ والنهارَ " بنصب الظرفين. قال الزمخشري: وقرئ: " بل مكر الليل والنهار " بالرفع والنصب، أي: تَكُرُّونَ الإغواء مَكَرّاً دائماً لا تفترون عنه. فإن قلت: ما وجه الرفع والنصب؟ قلتُ: هو مبتدأ أو خبر، على معنى: بل سبب ذلك مكركم، أو مكركم سبب ذلك، والنصب على معنى: بل تكُرُّون الإغواء مَكَرّ الليل والنهار. قوله تعالى: { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } مفسر في يونس.