الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلأَغْلاَلَ فِيۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ } قال الزجاج: معنى " كافة " في اللغة: الإحاطة. والمعنى: أرسلناك جامعاً للناس بالإنذار والإبلاغ، وأُرسل صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم.

قوله تعالى: { وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } يريدون: التوراة وغيرها من الكتب، حملهم على هذا القول ما سمعوه من علماء أهل الكتاب من صفة محمد صلى الله عليه وسلم.

{ وَلَوْ تَرَىٰ } أيها الرسول أو أيها السامع { إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } محبوسون للحساب يوم القيامة وهم يتجادلون. وجواب " لو " محذوف، أي: [لرأيت] عجباً.

قوله تعالى: { بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } قال المبرد والزجاج والزمخشري وعامة اللغويين: المعنى: بل مكركم في الليل والنهار، اتسع في الظرف بإجرائه مجرى المفعول به وإضافة المكر إليه.

وقيل: جعل ليلهم ونهارهم ماكرين على الإسناد المجازي.

وقرأ قتادة: " بل مكرٌ " بالتنوين، " الليلَ والنهارَ " بنصب الظرفين.

قال الزمخشري: وقرئ: " بل مكر الليل والنهار " بالرفع والنصب، أي: تَكُرُّونَ الإغواء مَكَرّاً دائماً لا تفترون عنه.

فإن قلت: ما وجه الرفع والنصب؟

قلتُ: هو مبتدأ أو خبر، على معنى: بل سبب ذلك مكركم، أو مكركم سبب ذلك، والنصب على معنى: بل تكُرُّون الإغواء مَكَرّ الليل والنهار.

قوله تعالى: { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } مفسر في يونس.