الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً }

قوله تعالى: { لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ } قيل: نزلت في شأن زيد وزينب بنت جحش، وما سمع فيه من قالة بعض الناس.

والأشبه على هذا القول: أن يراد بأذى موسى: ما جرى له من حديث المُومِسَة التي حملها قارون على قذفه بنفسها، وقد ذكرته في القصص.

وقال أبو وائل: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً، فقال رجل من الأنصار: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال: رحم الله موسى، لقد أوذي أكثر من هذا فصبر.

وقيل: أذى موسى: ما اتهموه من قتل [هارون]، وقد ذكرناه في المائدة. قاله علي عليه السلام.

وقيل: هو ما أخبرنا أبو القاسم وأبو الحسن البغداديان قالا: حدثنا أبو الوقت عبد الأول، أخبرنا عبدالرحمن، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا إسحاق بن [نصر]، حدثنا عبدالرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر. فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر، ففرّ الحجر بثوبه، فجمح موسى في أثره يقول: ثوبي يا حجر، ثوبي يا حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، وقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه وطفق بالحجر ضرباً.

قال أبو هريرة: والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة " أخرجه مسلم أيضاً عن محمد بن رافع عن عبدالرزاق.

وفي رواية أخرى للبخاري: " فذلك قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ... } الآية ".

والآدر: العظيم الخصيتين.

قوله تعالى: { وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً } يقال: وَجُهَ الرجُلُ يُوجَهُ وَجَاهةً فهو وجيه؛ إذا كان ذا جَاهٍ وقَدْر.

قال ابن عباس: كان عند الله حظياً لا يسأله شيئاً إلا أعطاه.

وقال الحسن: كان مستجاب الدعوة.

وقرأ ابن مسعود والأعمش: " وكان عبداً لله وجيهاً ".

قال ابن خالويه: صليتُ خلف ابن [شنبوذ] في شهر رمضان فسمعته قرأها.

وقراءة العامة أوجه؛ لأنها مفصحة عن [وجاهته] عند الله، لقوله تعالى:عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } [التكوير: 20] وهذه ليست كذلك.