قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } أي: اذكروه بألسنتكم وقلوبكم. قال مجاهد: هو أن لا تنساه أبداً. وفي حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون ". { وَسَبِّحُوهُ } صَلُّوا له { بُكْرَةً وَأَصِيلاً }. قال ابن السائب: أما " بكرة ": فصلاة الفجر، وأما " أصيلاً ": فصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء. وهذا مروي عن ابن عباس. وقال قتادة: صلاة الصبح والعصر. وقيل: " سَبِّحُوه ": نَزِّهُوه. قال مجاهد: قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ } أما الصلاة من الله: فالرحمة والمغفرة، في قول الحسن وأكثر المفسرين. وقال أبو العالية: الثناء، وأما صلاة الملائكة: فالدعاء والاستغفار. قال الزمخشري: لما كان من شأن المصلي أن ينعطف في ركوعه وسجوده استعير لمن [ينعطف] على غيره حنواً عليه وترؤفاً. { لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } قال مقاتل: من الكفر إلى الإيمان. وقيل: من النار إلى الجنة. { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ } قال مقاتل: يعني: تسليم الملائكة عليهم. وقيل: تحية بعضهم بعضاً. وقد سبق تفسير ذلك.