الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً }

قوله تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ } قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وجمهور المفسرين: نزلت في زينب بنت جحش وأخيها عبدالله، وكانا ابني عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها لزيد بن حارثة مولاه، فظنت أنه يخطبها لنفسه، فرضيت، فلما علمت أنه يريدها لزيد كرهت وكره أخوها، وقالا: لا نرضاه، وكانت زينب امرأة بيضاء جسيمة وسيمة، وكان فيها حدّة، فقالت: أنا ابنة عمتك وأتم نساء قريش، فكيف أرضاه لنفسي، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فبادرت بصريح إيمانها فقالت: أمري بيدك يا رسول الله، فزوّجها به.

قال مقاتل: وساق لها عشرة دنانير وستين درهماً، وخماراً وملحفة، [ودرعاً وإزاراً]، وخمسين مُدّاً من طعام، وعشرة أمداد من تمر.

وقال ابن زيد: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وكانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فزوجها من زيد بن حارثة، فكرهت وكره أخوها.

والأول أكثر وأشهر.

والمعنى: " وما كان لمؤمن " عبدالله بن جحش وغيره، " ولا مؤمنة " زينب وغيرها من المؤمنين والمؤمنات.

{ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً } حكما به { أن تكون لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } أي: الاختيار { مِنْ أَمْرِهِمْ }.

وقرأ أهل الكوفة وهشام: " أن يكون " بالياء.

{ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ } أخطأ وجار عن سبيل الهدى { ضَلاَلاً مُّبِيناً } ظاهراً.