الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ... } الآية أخرج الترمذي من حديث أم عمارة الأنصارية قالت: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء، فنزلت: { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } إلى قوله: { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } ".

وروي نحوه عن أسماء بنت عميس وأم سلمة.

والمسلم: المنقاد. وقيل: المفوض أمره إلى الله تعالى، ومنه: أسلم وجهه إلى الله.

والمؤمن: المصدق بما يجب التصديق به.

وقال الماوردي: في الإسلام والإيمان قولان:

أحدهما: أنه واحد في المعنى وإن اختلفا في الأسماء.

الثاني: أنهما مختلفان، وفيها قولان:

أحدهما: أن الإسلام: الإقرار باللسان، والإيمان: التصديق بالقلب. قاله الكلبي.

الثاني: أن الإسلام: هو اسم الدين، والإيمان: هو التصديق به والعمل عليه.

وقد سبق ذكر القانت، وأنه القائم بطاعة الله تعالى الدائم عليها.

والصادق: الذي يصدق في نيته وقوله وعمله.

والصابر: الذي يصبر على طاعة الله تعالى وعن معصيته.

والخاشع: المتواضع لله تعالى بقلبه وجوارحه.

وقيل: هو الذي إذا صلى لا يعرف من عن يمينه وشماله.

والمتصدّق: الذي يزكي ماله ولا يبخل بالنوافل.

وقد قيل: من تصدق في أسبوع بدرهم وصام أيام البيض من كل شهر فهو من المتصدقين والصائمين.

والذاكرين: الذاكر الله كثيراً: من لا يكاد يخلو من ذكر الله تعالى بقلبه أو لسانه أو بهما، أو يكثر من تلاوة القرآن.

أخرج مسلم في أفراده من حديث أبي هريرة قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمرّ على جبل له جمدان فقال: سيروا هذا جمدان سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ".

قرأتُ على الشيخ الإمام موفق الدين أبي محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بدمشق، -وكنت سمعته عليه قبل ذلك غير مرة -، والإمام فخر الدين أبي عبدالله محمد بن أبي القاسم بن تيمية الخطيب بحران، وبرهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن المظفر الحربي الواعظ الحافظ بالموصل، وأبي الفرج يحيى بن سعد الله بن أبي تمام الزاهد التكريتي بتكريت، قلت لكل واحد من الأشياخ الثلاثة المقدم ذكرهم [على] انفراده: أخبركم أبو الفتح محمد بن عبدالباقي بن سلمان الحاجب المعروف بابن البطي فأقرَّ به.

وقلت أيضاً لشيخنا أبي محمد عبدالله بن أحمد بن محمد على انفراده، ولأبي الفتوح الزاهد على انفراده: أخبركم الشيخ أبو الحسن علي بن عبدالرحمن بن محمد الطوسي فأقرَّ به.

قال ابن البطي والطوسي: أخبرنا أبو عبدالله مالك بن أحمد بن إبراهيم المالكي [البانياسي]، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبدالصمد الهاشمي، حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت الأغر قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

السابقالتالي
2