الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَـيْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } * { وَتَوَكَّلْ عَلَىٰ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }

قال الله تعالى: { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } أي: دُمْ على التقوى، أو ازْدَدْ منه، أو هو مما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد: أمته.

{ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ } لا تقبل لهم [رأياً] ولا مشورة.

قال المفسرون: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب إسلام اليهود: قريظة والنضير وبني قينقاع، وكان قد بايعه ناس منهم على النفاق، فكان يلين لهم جانبه ويسمع منهم، وقدم عليه في الموادعة أبو سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبو الأعور السلمي، فقالوا له: ارفض ذكر آلهتنا وقل: إنها تشفع وتنفع وندعك وربك، وأعانهم على ذلك القول رؤساء المنافقين.

ويروى: أن أهل مكة حين قدموا المدينة نزلوا على عبد الله بن أبيّ والجد بن قيس ومعتب بن قشير، فلما عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا، همّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بقتلهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

فيُخَرَّجُ في قوله تعالى وجه آخر: أي: اتق الله في نقض العهد.

{ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } بالصواب والخطأ، أو بما يكون منهم، { حَكِيماً } في تدبيره.

{ وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَـيْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } قرأ أبو عمرو إلا عبد الوارث: " يعملون خبيراً " يريد: الكافرين والمنافقين، وكذلك: " بما يعملون بصيراً " بالياء فيهما على المغايبة، وقرأ الباقون بالتاء.