الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } * { ذٰلِكَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى: { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ... } الآية في معناها قولان:

أحدهما: يقضي القضاء من السماء فينزله مع الملائكة إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم من أيام الدنيا فيكون الملك قد قطع في يوم واحد من أيام الدنيا في نزوله وصعوده مسافة ألف سنة من سير الآدمي.

الثاني: يدبر أمر الدنيا مدة أيام الدنيا فينزل القضاء والقدر من السماء إلى الأرض.

{ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } أي: يعود إليه الأمر والتدبير حين ينقطع أمر الأمراء وأحكام الحكام وينفرد الله تعالى بالأمر، { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ } وذلك في القيامة؛ لأن كل يوم من أيام الآخرة كألف سنة.

وقال مجاهد: يقضي أمر ألف سنة في يوم واحد، ثم يلقيه إلى الملائكة، فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى، ثم كذلك أبداً.

فعلى هذه الأقوال: المراد: تدبير أمر الدنيا.

قال الزجاج: ومعنى: " ثم يعرج ": يصعد، يقال: عَرَجْتُ في السُّلَّم أعْرُجُ، ويقال: عَرَجَ الرجل يَعْرُجُ؛ إذا صار أعْرَج.