قوله تعالى: { وَلَوْ تَرَىٰ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. ويجوز أن يكون المعنى: ولو ترى أيها السامع، وجوابه محذوف، تقديره: لرأيت أمراً فظيعاً، و " لو " و " إذ " كلاهما للمُضِيّ، وإنما جاز ذلك؛ لأن المترقب من الله بمنزلة الموجود، و " إذ " ظرف للرؤية. { ٱلْمُجْرِمُونَ } مبتدأ، خبره: { نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ } ، أي: مطأطئوها حياءً وندماً، { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي: أبصرنا صدق موعدك ووعيدك، وسمعنا منك صدق رُسُلك. وقيل: المعنى: أبصرنا وسمعنا بعد أن كنا عُمْياً وصُمّاً. قال قتادة: أبصروا حين لم ينفعهم البصر، وسمعوا حين لم ينفعهم السمع. وفيه إضمار، تقديره: يقولون ربنا أبصرنا. وموضعه من الإعراب: النصب على الحال، أو هو خبر ثان للمبتدأ. وفي قوله تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } إشعار بأن الإيمان والعمل الصالح منوط بمشيئة الله تعالى وتقديره وردٌّ لقولهم: { فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً }. { وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي } قال ابن السائب: سَبَقَ القول مني. وقال غيره: وَجَبَ القول مني. { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } أي: من عُصاة الفريقين. والقول الذي حق من الله: قوله تعالى لإبليس:{ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ص: 85]. قوله تعالى: { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ } أي: فذوقوا العذاب بترككم الاستعداد ليومكم هذا، أو بترككم الاستعداد ليومكم هذا، أو بترككم الإيمان به. { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } تركناكم في العذاب.