الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } * { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُـواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { وَلَوْ تَرَىٰ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.

ويجوز أن يكون المعنى: ولو ترى أيها السامع، وجوابه محذوف، تقديره: لرأيت أمراً فظيعاً، و " لو " و " إذ " كلاهما للمُضِيّ، وإنما جاز ذلك؛ لأن المترقب من الله بمنزلة الموجود، و " إذ " ظرف للرؤية.

{ ٱلْمُجْرِمُونَ } مبتدأ، خبره: { نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ } ، أي: مطأطئوها حياءً وندماً، { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } أي: أبصرنا صدق موعدك ووعيدك، وسمعنا منك صدق رُسُلك.

وقيل: المعنى: أبصرنا وسمعنا بعد أن كنا عُمْياً وصُمّاً.

قال قتادة: أبصروا حين لم ينفعهم البصر، وسمعوا حين لم ينفعهم السمع.

وفيه إضمار، تقديره: يقولون ربنا أبصرنا. وموضعه من الإعراب: النصب على الحال، أو هو خبر ثان للمبتدأ.

وفي قوله تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } إشعار بأن الإيمان والعمل الصالح منوط بمشيئة الله تعالى وتقديره وردٌّ لقولهم: { فَٱرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً }.

{ وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي } قال ابن السائب: سَبَقَ القول مني.

وقال غيره: وَجَبَ القول مني.

{ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } أي: من عُصاة الفريقين.

والقول الذي حق من الله: قوله تعالى لإبليس:لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ص: 85].

قوله تعالى: { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَآ } أي: فذوقوا العذاب بترككم الاستعداد ليومكم هذا، أو بترككم الاستعداد ليومكم هذا، أو بترككم الإيمان به.

{ إِنَّا نَسِينَاكُمْ } تركناكم في العذاب.