الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ }

وما بعده سبق تفسيره إلى قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ } وقرأ موسى بن الزبير: " الفُلُكَ " بضم اللام.

قال الزمخشري: كل فُعْل: يجوز فيه فُعُل، كما يجوز في كل فُعُل فعل، على مذهب التعويض.

{ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ } من عجائب مخلوقاته ودلائل قدرته.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ } على الشدة والبلاء { شَكُورٍ } في العافية والرخاء.

وقال أهل المعاني: أراد: لآيات لكل مؤمن؛ لأن الصبر والشكر من أفضل خصال المؤمنين.

قوله تعالى: { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ } يريد: الكفار. وقيل: هو على عمومه.

ولما كان الموج يرتفع ويتراكم شُبِّهَ بالظُّلَل، وهو جمع ظلة، والظُّلَّة: كل ظُلَل من شجر أو سحاب أو غيرهما.

قوله تعالى: { فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } متوسط في الكفر والظلم.

قال مجاهد: مقتصد في القول مضمر للكفر.

وقال الكلبي: مقتصد في القول من الكفار؛ لأن بعضهم أشد قولاً وأغلا في الافتراء من بعض.

وقيل: " مقتصد " بمعنى: مؤمن. قاله الحسن.

وقال ابن زيد: " المقتصد ": الذي هو على صلاح من الأمر.

{ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } قال ابن قتيبة: الخَتْرُ: أقبحُ الغدر وأشدُّه.

وأنشدوا قول عمرو بن معدي كرب:
فإنكَ لو رأيتَ أبا عُمَـــــيرٍ    مَلأْتَ يَدَيْكَ منْ غَدْرٍ وخَتْر
أخبرنا المؤيد بن محمد بن علي بن كنانة، أخبرنا عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، أخبرنا علي بن أحمد النيسابوري، أخبرنا أبو نصر المهرجاني، أخبرنا عبيدالله بن محمد الزاهد، أخبرنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، [عن] ابن أبي مليكة قال: " لما كان فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل فركب البحر، فَخَبَّ بهم البحر، فجعلت [الصَّراري] ومن معه في السفينة يدعون الله تعالى ويستغيثون به، فقال: ما هذا؟ قيل: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله. فقال عكرمة: وهذا إله محمد الذي كان يدعونا إليه، ارجعوا بنا، فرجع فأسلم ".