الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ } * { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }

وما بعده مفسر إلى قوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } سبب نزولها: ما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن أحبار اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت قول الله تعالى:وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإسراء: 85] إيانا يريد أم قومك؟ فقال: كلا، فقالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان كل شيء؟ فقال: إنها في علم الله تعالى قليل، فنزلت هذه الآية.

والمعنى: ولو أن أشجار الأرض أقلام والبحر ممدود بسبعة أبحر، وكتبت بتلك الأقلام وبذلك المِدَاد كلمات الله، لما نفدت كلماته.

قال ابن قتيبة: " يَمُدُّ " من المِدَاد لا من الإمْدَاد. يقال: مَددتُ دَوَاتي بالمِدَاد، وأمددتُه بالمال والرجال.

واختلف القراء في " البحر ": فرفعه الأكثرون، ونصبه أبو عمرو.

قال الزجاج: النصب عطفٌ على " ما " ، والرفع حسن على وجهين:

أحدهما: والبحر هذه حاله. ويجوز أن يكون معطوفاً على موضع " أن " مع ما بعدها.

وقال غيره: يجوز أن يكون النصب من باب قوله:وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } [يس: 39]،وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا } [الرحمن: 7]، فيكون منصوباً بمضمر، تقديره: يمدُّه من بعده.

وقال أبو علي والزمخشري: الرفع على الابتداء، والواو للحال، على معنى: ولو أن الأشجار أقلام في حال كون البحر ممدوداً. وهو الوجه الأول الذي ذكره الزجاج.

قال الزمخشري: فإن قلت: الكلمات جمع قلّة، والموضع موضع التكثير، فهلاّ قيل: كلم الله؟

قلتُ: معناه: أن كلماته لا تفي [بكتبتها] البحار، فكيف بكلمه؟

وقرأ ابن مسعود: " وبحر يمدُّه " على التكثير.

وقرئ: " تَمُدُّه " و " يَمُدُّه " بالتاء والياء، ونعتها يشير إلى استواء القليل والكثير في قدرته.

قوله تعالى: { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } معناه: إلا كحق نفس واحدة.