الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } * { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } جائز أن يكون على ظاهره، على معنى: ضربنا لهم الأمثال تقريباً إلى أفهامهم وتنبيهاً لهم واحتجاجاً عليهم.

وجائز أن يكون المعنى: ولقد وصفنا لهم كل صفة كأنها مثل في غرابتها [وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن] كصفة المبعوثين يوم القيامة [وقصتهم] وما يقولون وما يقال لهم.

{ وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ } خارقة { لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } لقسوة قلوبهم وبنوّ طباعهم عن قبول الحق ومجّ أسماعهم حديث الآخرة.

{ إِنْ أَنتُمْ } أي: ما أنتم يا محمد وأصحابك { إِلاَّ مُبْطِلُونَ }.

{ كَذَلِكَ } أي: مثل ذلك الطبع { يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي: على قلوب الجهلة بالله تعالى وبصفاته وبما جاءت به رسله.

{ فَٱصْبِرْ } يا محمد على أذاهم وعداوتهم { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } تعالى بصبرك وظهور دينك وإعلاء كلمتك { حَقٌّ } لا بد من وقوعه وإنجازه.

{ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ } وقرأتُ ليعقوب بسكون النون وتخفيفها.

والمعنى: لا يستخفنَّ رأيك وحلمك.

وقال الزجاج: لا يستفزَّنَّكَ عن دينك.

{ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } [بالبعث] والجزاء.

وبعض المفسرين يقول: الأمر بالصبر منسوخ بآية السيف. وقد سبق الكلام على أمثالها.