الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ }

قوله تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } قرأ حمزة وأبو بكر: " ضَعْفٍ " بفتح الضاد في المواضع الثلاثة في هذه الآية. وقرأ الباقون بضم الضاد، وهو اختيار أبي عبيد والزجاج، ولغة النبي صلى الله عليه وسلم وقريش، والفتح: لغة تميم.

قال عطية: قرأتُ على عبدالله بن عمر: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً } ، فقال ابن عمر: { ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً } ، ثم قال: قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأتها، فأخذها كما أخذتها عليك.

ومعنى الآية: خلقكم من ماء ذي ضَعف وهو المني، ثم جعل من ضعف الطفولية قوة الشباب، ثم جعل من بعد قوة الشباب ضعف الكبر والهرم، " وشَيْبَة " وهو التغير من صفة إلى صفة، وهيئة إلى هيئة أعدل شاهد وأظهر دليل على الصانع الحكيم.