الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ }

قوله تعالى: { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } المراد بالفساد: قحط المطر، وقلة النبات، ومحق البركات، وعدم الربح أو قلّته في التجارات، وكثرة المضار وقلة المنافع في الجملة.

قال ابن عباس: البَرّ: البرية التي ليس عندها نهر، والبحر: ما كان من المدائن والقرى على شاطئ نهر.

وقال عكرمة: لا أقول نهركم هذا، ولكن كل قرية عامرة.

قال عكرمة: العرب تسمي الأمصار: البحار.

وقرئ شاذاً: " في البر والبحور " ، وإلى هذا المعنى ذهب قتادة ومجاهد وجمهور المفسرين.

وقال عطية: هو البحر المعروف، وإذا قلّ المطر قلّ الغوص.

قال ابن عباس: تفتح الأصداف في البحر أفواهها، فما وقع فيها من ماء السماء فهو لؤلؤ.

{ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } أي: بشؤم معاصيهم، كما قال تعالى:وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [الشورى: 30].

{ لِيُذِيقَهُمْ } وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وقتادة: " لنذيقهم " بالنون، وبها قرأتُ ليعقوب الحضرمي رواية روح عنه. والمعنى: فعلنا بهم ذلك لنذيقهم في الدنيا وَبَالَ أو جزاء { بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ } من المعاصي { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عنها.

وقال إبراهيم النخعي: لعلهم يرجعون إلى الحق.

وقال الحسن: المعنى: لعل الذين من بعدهم يرجعون.

قال قتادة في هذه الآية: هذا قبل أن يبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد امتلأت الأرض ظلماً وضلالة، فلما بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم رجع راجعون من الناس.

ثم نبّههم على أن سبب هلاكهم شركهم؛ تحذيراً لهم منه، وتنفيراً لهم عنه فقال: { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } برأيه.